الرسوم المسيئة، و بطولة سب الدين !!!

تابعت باهتمام بالغ تعليقات بعض وسائل الغربية على إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام والمسلمين وكلها تقريبا تتحدث عن ما تسميه "حرية التعبير" و شعرت باشمئزاز من الازدواجية المقززة لأن الإعلام الغربي نسي حرية التعبير وتنافس في شن هجمات شرسة لتكميم أفواه المنتقدين لإسرائيل واتهامهم بمعاداة السامية مثلما حدث مع المؤرخ البريطاني ديفيد إرفنج على سبيل المثال لا الحصر!

وفي نفس الوقت، دهشت لأن ردود الفعل الرسمية غابت بوضوح هذه المرة، خاصة بعد أن فشلت الدول الإسلامية في المرة الأولى قبل أكثر من عامين في تقديم مشروع قانون في الأمم المتحدة يجرم الإساءة للأديان ولأنبياء والمرسلين بعد نشر الرسوم المسيئة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة في سبتمبر 2005.

أما الاحتجاجات الشعبية هذه المرة فقد أخذت شكلا حضاريا نوعا ما لأن المتظاهرين أدركوا أن الإعلام الغربي انتهز وقوع عنف في مظاهرات سابقة واستغلها في تشويه صورة العرب والمسلمين حتى أن بعض الصحف أظهرت صورا نمطية لمسلمين وصفتهم بارهابيين!

عندما كتب المؤرخ البريطاني ديفيد إرفنج مشككا في عدد الضحايا اليهود بسبب المحرقة التي ارتكبها النازيون، هبت عليه رياح عاتية ولم تهدأ إلا بعد أن تم سجنه لأنه عبر عن رأيه بحرية! والغريب أن المدونات العربية والغرية لم تدافع عنه رغم أنها تضع إعلانا يدافع عن مدون مصري سب الدين. أي دين؟ الدين الإسلامي طبعا! وتضع ملصقات تقول: "لا تقاطعوا المنتجات الدنمركية." هكذا تكون "الريبرارية!"

لا أفهم منذ أكثر من عامين منذ أن تفجرت الأزمة الأولى لهذه الرسوم المسيئة للإسلام والمسلمين، لماذا تكعبلت وزارات الخارجية العربية أو تكاسلت أو نسيت أو أهملت تقديم مشروع قرار في الأمم المتحدة يجرم الإساءة للأديان والأنبياء والمرسلين، في حين نجحت إسرائيل في إرغام دول أوروبية على سن قوانين تجرم معاداة السامية?! ، ولماذا لم نسمع عن سحب للسفراء أو مذكرة احتجاج قوية لتهدئة نفووس الذين خرجوا إلى الشوارع حتى لا ينفجروا غضبا وتتشوه الصورة أكثر؟

الخلاصة: على المستوى الرسمي، لابد من مشروع قرار في الأمم المتحدة يجرم الإساءة للدين الإسلامي والأنبياء والمقدسات الإسلامية لأن هذه لن تكون المرة الأولى ولا الأخيرة! وعلى المستوى الشعبي، يجب مقاطعة منتجات الدول التي تهين العرب والمسلمين ونبدأ في إعادة انتاج السلع المماثلة التي اختفت بسبب العولمة!

جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك